رد الأحاديث الصحيحة لسوء فهمها:

إن من الآفات التي تتعرض لها السنة أن يقرأ بعض الناس المتعجلين حديثًا فيتوهم له معنى في نفسه هو , يفسره به , وهو معنى غير مقبول عنده , فيتسرع برد الحديث لاشتماله على المعنى المرفوض.

ولو أنصف وتأمل وبحث , لعلم أن معنى الحديث ليس كما فهم , وأنه فرض عليه معنى من عنده لم يجيء به قرآن ولا سنة , ولا ألزمت به لغة العرب , ولا قال به عالم معتبر من قبله.

حديث: «اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا ... »:

قرأ بعضهم الحديث الذي رواه بن ماجه عن أبي سعيد الخدري والطبراني عن عبادة بن الصامت: «اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا، وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ» (?).

ففهم من المسكنة الفقر من المال , والحاجة إلى الناس , وهذا ينافي استعاذة النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من فتنة الفقر (?) , وسؤاله من الله تعالى العفاف والغنى (?) , وقوله لسعد: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ العَبْدَ الغَنِيَّ، التَّقِيَّ، الخَفِيَّ» (?) وقوله لعمرو بن العاص: «نِعْمَ المَالُ الصَّالِحِ لِلْمَرْءِ الصَّالِحِ» (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015