ثانيًا - وَاجِبُ المُسْلِمِينَ نَحْوَ السُنَّةِ:

السنة النبوية إذن هي المنهاج التفصيلي لحياة الفرد المسلم , والمجتمع المسلم وهي تمثل ـ كما أشرنا ـ القرآن مفسرًا , والإسلام مجسدًا.

فقد كان الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هو المبين للقرآن , المجسد للإسلام , بقوله وعمله , وسيرته كلها , في الخلوة والجلوة , والحضر والسفر , واليقظة والنوم , والحياة الخاصة والعامة , والعلاقة مع الله ومع الناس , ومع الأقارب والأباعد والأولياء والأعداء في السلم وفي الحرب , وفي العافية والبلاء.

ومن واجب المسلمين أن يعرفوا هذا المنهاج النبوي المفصل , بما فيه من خصائص الشمول والتكامل والتوازن والتيسير , وما يتجلى فيه من معاني الربانية الراسخة , والإنسانية الفارعة , والأخلاقية الأصيلة.

وهذا يوجب عليهم أن يعرفوا كيف يحسنون فهم هذه السنة الشريفة , وكيف يتعاملون معها فقهًا وسلوكًا , كما تعامل معها خير أجيال هذه الأمة: الصحابة ومن اتبعهم بإحسان.

إن أزمة المسلمين الأولى في هذا العصر هي أزمة فكر , وهي في رأيي تسبق أزمة الضمير.

وأوضح ما تتمثل فيه أزمة الفكر هي أزمة فهم السنة والتعامل معها , وخصوصًا من بعض تيارات الصحوة الإسلامية , التي ترنو إليها الأبصار وتناط بها الآمال , وتشرئب إليها أعناق الأمة في المشارق والمغارب , فكثيرًا ما أتى هؤلاء من جهة سوء فهمهم للسنة المطهرة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015