خَاتِمَةٌ:

في ختام هذا البحث لا بد لنا أن نؤكد: أن السنة النبوية ـ التي هي المصدر المعصوم الثاني لهداية المسلمين , وهي المرجع التالي لكتاب الله في مجال التشريع والقضاء والفقه , وفي مجال الدعوة والتربية والتوجيه ـ في حاجة إلى أن تخدم خدمة تليق بمكانة السنة , وبمنزلة الأمة الإسلامية في مطالع القرن الخامس عشر الهجري وعلى مشارف القرن الحادي والعشرين الميلادي.

وهي خدمة لا بد أن تتعاون عليها المؤسسات العلمية الإسلامية , حتى تخرج للعالم طيبة الأُكُل , ناضجة الثمار , وارفة الظلال.

إن السنة في حاجة إلى موسوعة شاملة لرجال الحديث , حاصرة لجميع الرواة , ولكل ما قيل فيهم من وصف وتعريف , أو توثيق وتضعيف , حتى الوضاعين والكذابين.

وموسوعة أخرى لمتون الأحاديث بأسانيدها وبكل طرقها , جامعة لكل ما روي من السنة ونسب إلى الرسول - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , من كل المظان الممكنة , والمصادر المطبوعة والمخطوطة , إلى نهاية الثلث الثاني من القرن الخامس الهجري.

وهاتان الموسوعتان تهيئان لموسوعة ثالثة هي الهدف المنشود من وراء هذا العمل الكبير , وهي موسوعة الصحاح والحسان , المنتقاة من الموسوعة الشاملة , وِفْقًا للمعايير العلمية الدقيقة التي وضع قواعدها الجهابذة من علماء الأمة السابقين والتي ينبغي أن تقر من قبل أهل الذكر والاختصاص من علماء الأمة المعاصرين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015