ولقد أرى قولي هذا أعدل الأقوال , وأقربها إلى الفقه السليم , وإلى الفهم الصحيح للأحاديث الواردة في هذا الباب. (?). اهـ.
هذا ما كتبه العلامة شاكر منذ أكثر من نصف قرن (ذي الحجة 1357 هـ ـ الموافق يناير 1939 م).
ولم يكن علم الفلك في ذلك الوقت قد وصل إلى ما وصل إليه اليوم من وثبات استطاع بها الإنسان أن يغزو الفضاء , ويصعد إلى القمر , وانتهى هذا العلم إلى درجة من الدقة , غدا احتمال الخطأ فيها بنسبة واحدة إلى مائة ألف في الثانية!!
كتب هذا الشيخ شاكر وهو رجل حديث وأثر قبل كل شيء , عاش حياته - رَحِمَهُ اللهُ - لخدمة الحديث , ونصرة السنة النبوية , فهو رجل سلفي خالص , رجل اتباع لا رجل ابتداع , ولكنه - رَحِمَهُ اللهُ - لم يفهم السلفية على أنها جمود على ما قاله من قبلنا السلف , بل السلفية الحق أن ننهج نهجهم , ونشرب روحهم , فنجتهد لزمننا كما اجتهدوا لزمنهم , ونعالج واقعنا بعقولنا لا بعقولهم , غير مقيدين إلا بقواطع الشريعة , ومحكمات نصوصها وكليات مقاصدها.
هذا وقد قرأت مقالاً مطولاً في شهر رمضان لهذا العام (1409هـ) لأحد المشايخ الفضلاء (?) , أشار فيه إلى الحديث النبوي الصحيح «[إِنَّا] أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ، لاَ نَكْتُبُ وَلاَ نَحْسُبُ» يتضمن نفي الحساب , وإسقاط اعتباره لدى الأمة.
ولو صح هذا لكان الحديث يدل على نفي الكتابة , وإسقاط اعتبارها , فقد تضمن الحديث أمرين دلل بها على أمية الأمة , وهما: الكتابة والحساب.
ولم يقل أحد في القديم ولا في الحديث: أن الكتابة أمر مذموم أو مرغوب عنه بالنسبة للأمة , بل الكتابة أمر مطلوب , دل عليه القرآن والسنة والإجماع.
وأول من بدأ بنشر الكتابة هو النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - , كما هو معلوم من سيرته , وموقفه من