أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [النور: 54]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء: 59].
وقد أجمع العلماء على الرد إلى الله يعني الرد إلى كتابه، والرد إلى الرسول يعني الرد إلى سنته.
وقال تعالى: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63].
أما دعوى أن الله حفظ القرآن، أي تكفل بحفظه، ولم يتكفل بحفظ السنة، فقد بين الإمام الشاطبي في " الموافقات "، أن حفظ القرآن يتضمن حفظ السنة، لأنها بيان له، وحفظ المبين يستلزم حفظ بيانه.
بيد أن الذي ألفت النظر إليه هنا هو رد السنة وصحاح الأحاديث , بناء على فهم خاطئ لاح في ذهن امرىء غير متخصص ولا متثبت , مما يدلنا على ضرورة التأني والتحري والتدقيق في فهم السنة , والرجوع إلى مصادرها وأهلها , وهو ما ننبه عليه في الصفحات التالية.
إن من الآفات التي تتعرض لها السنة أن يقرأ بعض الناس المتعجلين حديثًا فيتوهم له معنى في نفسه هو , يفسره به , وهو معنى غير مقبول عنده , فيتسرع برد الحديث لاشتماله على المعنى المرفوض.
ولو أنصف وتأمل وبحث , لعلم أن معنى الحديث ليس كما فهم , وأنه فرض عليه معنى من عنده لم يجيء به قرآن ولا سنة , ولا ألزمت به لغة العرب , ولا قال به عالم معتبر من قبله.