الفَصْلُ الأَوَّلُ - فَهْمُ السُنَّةِ فِي ضَوْءِ القُرْآنِ الكَرِيمِ:

من الواجب , لكي تُفْهَمَ السُنَّةَ فَهْمًا صَحِيحًا , وبعيدًا عن التحريف والانتحال وسوء التأويل ـ أن تفهم في ضوء القرآن , وفي دائرة توجيهاته الربانية , والمقطوع بصدقها إذا أخبرت , وعدلها إذا حكمت , {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاً مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الأنعام: 115].فالقرآن هو روح الوجود الإسلامي , وأساس بنيانه , وهو بمثابة الدستور الأصلي , الذي ترجع إليه كل القوانين في الإسلام فهو أبوها وموئلها.

والسنة النبوية هي شارحة هذا الدستور ومفصلته , فهي البيان النظري والتطبيق العملي للقرآن , ومهمة الرسول أن يبين للناس ما نزل إليهم.

وما كان للبيان أن يناقض المُبَيَّنَ , ولا للفرع أن يعارض الأصل , فالبيان النبوي يدور أبدًا في فلك الكتاب العزيز ولا يتخطاه.

ولهذا لا توجد سنة صحيحة ثابتة تعارض محكمات القرآن وبيناته الواضحة.

وإذا ظن بعض الناس وجود ذلك , فلا بد أن تكون السنة غير صحيحة أو يكون فهمنا لها غير صحيح , أو يكون التعارض وَهْمِيًّا لاَ حَقِيقِيًّا.

ومعنى هذا أن تفهم السنة في ضوء القرآن.

حَدِيثُ الغَرَانِيقِ مَرْفُوضٌ لِمُعَارَضَتِهِ القُرْآنَ:

ولهذا كان حديث (الغَرَانِيقِ) المزعوم مردودًا بلا ريب , لأنه مناف للقرآن , ولا يتصور أن يجيء في سياق يندد فيه القرآن بالآلهة المزيفة حيث يقول:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015