وَأَبُو يُوسُفَ فِي الغَرَائِبِ وَمِنْ قَبْلِهِمْ أَبُو هُرَيْرَةَ كَمَا تَقَدَّمَ عَنْهُ فِي الجِرَابَيْنِ (?) وَأَنَّ المُرَادَ مَا يَقَعُ مِنَ الفِتَنِ وَنَحْوِهِ عَنْ حُذَيْفَةَ.

وَعَنِ الحَسَنِ أَنَّهُ أَنْكَرَ تَحْدِيثَ أَنَسٍ لِلْحَجَّاجِ بِقِصَّةِ العُرَنِيِّينَ (?) لأَنَّهُ اتَّخَذَهَا وَسِيلَةً إِلَى مَا كَانَ يَعْتَمِدُهُ مِنَ المُبَالَغَةِ فِي سَفْكِ الدِّمَاءِ بِتَأْوِيلِهِ الوَاهِي.

وَضَابِطُ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ ظَاهِرُ الحَدِيثِ يُقَوِّي البِدْعَةَ وَظَاهِرُهُ فِي الأَصْلِ غَيْرُ مُرَادٍ فَالإِمْسَاكُ عَنْهُ عِنْدَ مَنْ يُخْشَى عَلَيْهِ الأَخْذُ بِظَاهِرِهِ مَطْلُوبٌ» انتهى.

ولما كان النهي للمصلحة لا للتحريم , أخبر به معاذ لعموم الآية بالتبليغ.

قال بعضهم: «النهي في قوله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " لاَ تُبَشِّرْهُمْ " مخصوص ببعض الناس , وبه احتج البخاري على أن للعالم أن يخص العلم قومًا دون قوم " كراهة أن لا يفهموا , وقد يتخذ أمثال هذه الأحاديث البطلة (?) المباحية (?) ذريعة إلى ترك التكاليف ورفع الأحكام , وذلك يفضي إلى خراب الدنيا بعد خراب العقبى. وأين هؤلاء ممن إذا بشروا زادوا جِدًّا في العبادة؟ وَقَدْ قِيلَ لِلْنَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:أَتَقُومُ اللَّيْلَ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ، فَقَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " أَفَلاَ أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا "» (?).

ولهذا أستغرب كل الاستغراب من موقف أولئك الدعاة الذين لا يفتأون يذكرون للناس حديث الذباب وغمسه في الطعام!.

أو حديث لطم موسى لملك الموت!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015