العملية وإن كان قد يروى حديث بعض هؤلاء في الرقائق والترغيب والترهيب، فقد رخص كثير من الأئمة في رواية الأحاديث الرقاق ونحوها عن الضعفاء منهم: ابن مهدي وأحمد بن حنبل».

وَقَالَ رَوَّادُ بْنُ الجَرَّاحِ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ , يَقُولُ: «لاَ تَأْخُذُوا هَذَا العِلْمَ فِي الحَلاَلِ وَالحَرَامِ إِلاَّ مِنَ الرُّؤَسَاءِ المَشْهُورِينَ بِالعِلْمِ , الذِينَ يَعْرِفُونَ الزِّيَادَةَ وَالنُّقْصَانَ , وَلاَ بَأْسَ بِمَا سِوَى ذَلِكَ مِنَ المَشَايِخِ».

وقال ابن أبي حاتم: (ثَنَا) أَبِي، (ثَنَا) عَبْدَةُ، قَالَ: قِيلَ لابْنِ المُبَارَكِ - وَرَوَى عَنْ رَجُلٍ حَدِيثًا - فَقِيلَ: هَذَا رَجُلٌ ضَعِيفٌ!.

فَقَالَ: «يَحْتَمِلُ أَنْ يُرْوَى عَنْهُ هَذَا القَدْرَ، أَوْ مِثْلِ هَذِهِ الأَشْيَاءِ».

قُلْتُ لِعَبْدَةَ: «مِثْلَ أَيِّ شَيْءٍ كَانَ؟».

قَالَ: «فِي أَدَبٍ، فِي مَوْعِظَةٍ، فِي زُهْدٍ».

وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ فِي مُوسَى بْنَ عُبَيْدَةَ - الرَّبَذِيِّ، وُهُوَ عَابِدٌ مَشْهُورٌ، ضَعِيفُ الرِّوَايَةِ -: «يُكْتَبُ مِنْ حَدِيثِهِ الرَّقَائِقَ».

وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةُ: «لاَ تَسْمَعُوا مِنْ بَقِيَّةَ - يعني بقية بن الوليد - مَا كَانَ فِي سُنَّةٍ , وَاسْمَعُوا مِنْهُ مَا كَانَ فِي ثَوَابٍ وَغَيْرِهِ».

وَقَالَ أَحْمَدُ فِي ابْنِ إِسْحَاقَ - يريد: محمد بن إسحاق صاحب " السيرة " المشهورة: «يُكْتَبُ عَنْهُ المَغَازِي وَشَبَهِهَا».

وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ فِي زِيَادٍ البَكَّائِيِّ: «لاَ بَأْسَ بِهِ فِي المَغَازِي، وَأَمَّا فِي غَيْرِهَا فَلاَ».

قَالَ اِبْنُ رَجَبٍ: «وَإِنَّمَا يُرْوَى فِي التَّرْهِيبِ وَالتَّرْغِيبِ وَالزُّهْدِ وَالآدَابِ أَحَادِيثُ أَهْلِ الغَفْلَةِ الذِينَ لاَ يَتَّهِمُونَ بِالكَذِبِ. فَأَمَّا أَهْل التُّهْمَةِ فَيُطْرَحُ حَدِيثُهُمْ، كَذَا قَالَ اِبْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَغَيْرُهُ» (?).

وفي هذه الأقوال وما شابهها نتبين أن أحدًا من أئمة الحديث لم يقل برواية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015