التعريف بفن التجويد
اعلم أخي القارئ أن المقصود بفن التجويد في القرآن هو إخراج كل حرف من مخرجه الصحيح وإعطائه حقه ومستحقه من صفات ذاتية أم عرضية لازمة كالشدّة والجهر والاستعلاء والاستفال .. الخ، فن التجويد يجعلنا بإتقانه نزيل اللبس عن الحروف وتجنب التحريف والتغيير في النطق الذي قد يجرنا لتغيير معنى الكلمة في بعض الأحيان، وكي نصل إلى سلامة النطق بالآية أو الكلمة سليمة من العيوب عند تعليم القرآن لأبنائنا أو للمبتدئين من الكبار يجب الإلمام ولو ببساطة بفن التجويد الذي يعرفنا بمخارج الحروف وأحكام النطق بما يبرز حالة ضبط الكلمة لأن الله تعالى قال في كتابه العزيز وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا وقد فسّر جلّ العلماء أن المقصود بالترتيل: هو التجويد، أي التحسين، وحتى نقرأ قراءة نثاب عليها ولا نحرم من الأجر المضاعف يجب ألّا نفهم من التجويد أنه تمطيط الحروف والتكلف في حركات اللسان الزائدة والقلقلة والتفخيم والترقيق في غير مواضعها والاعتماد على التغني وترك الأحكام، فكل ذلك منبوذ ولا تصح القراءة به، لأنه يؤدي إلى الإخلال ببعض الحروف وتوالد حروف جديدة والقارئ بها آثم.
عليه يجب قراءة القرآن مجودا مصححا كما أنزل تلتذ الأسماع بتلاوته وتخشع القلوب عند قراءته واللحن في كلام الله تعالى هو الخطأ والميل عن الصواب وهو قسمان:- (أ) اللحن الجلي: وهو خطأ يطرأ على الألفاظ فيخل بعرف القراءة سواء أخل بالمعنى أم لا، كتغيير حرف بحرف أو حركة بحركة كإبدال الطاء دالا أو تاء بترك الاستعلاء فيها وكضم تاء أنعمت أو فتح دال الحمد لله.
وسمي جليا أي ظاهر لاشتراك القراء وغيرهم في معرفته.
(ب) اللحن الخفي: وهو خطأ يطرأ على الألفاظ فيخل بالعرف دون المعنى كترك الغنة وقصر الممدود ومد المقصور، وهكذا سمي خفيا لاختصاص أهل هذا الفن بمعرفته.
فالأول أي الجلي حرام ويأثم القارئ بفعله، والثاني أي الخفي مكروه ومعيب عند أهل الفن وقيل يحرم كذلك لذهابه برونق القراءة.