وإليك أخي الكريم بعض العبادات التي حُرم منها كثير من العلماء في هذا العصر:
وقد جاء في فضلها أحاديث كثيرة معروفة في الصحيحين وغيرهما.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: (ما يعدل الجهاد في سبيل الله عز وجل. قال: لا تستطيعونه، قال: فأعادوا عليه مرتين أو ثلاثا كل ذلك يقول لا تستطيعونه، وقال في الثالثة: مثل المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صيام ولا صلاة حتى يرجع المجاهد في سبيل الله تعالى) رواه مسلم.
فانتبه: إلى قوله: (يعدل الجهاد) - بمعني يساوي ومنه عدل الشيء أي مماثله - ولم يقل أفضل من الجهاد لأنه لايفضله شيء.
قال شيخ الإسلام معلقا على هذا الحديث: (وهذا باب واسع لم يرد في ثواب الأعمال وفضلها مثل ما ورد فيه).
قال شيخ الإسلام: (فإن نفع الجهاد عام لفاعله ولغيره في الدين والدنيا ومشتمل على جميع أنواع العبادات الباطنة والظاهرة، فإنه مشتمل من محبة الله تعالى والإخلاص له والتوكل عليه وتسليم النفس والمال له والصبر والزهد وذكر الله وسائر أنواع الأعمال: على ما لا يشتمل عليه عمل آخر. والقائم به من الشخص والأمة بين إحدى الحسنيين دائما. إما النصر والظفر وإما الشهادة والجنة، فإن الخلق لا بد لهم من محيا وممات، ففيه استعمال محياهم ومماتهم في غاية سعادتهم في الدنيا والآخرة وفي تركه ذهاب السعادتين أو نقصهما).
بل هو من تحقيق معنى قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}