أصعب عبادة في هذا العصر هي الجهاد في سبيل الله، لماذا؟ لأن العالم كله سواء كان مؤمنا أو كافرا، قريبا أو بعيدا، صالحا أو طالحا، حتى من العلماء - إلا من رحم الله- فهو يحاربك ويوجه سهام غضبه عليك لأنك أشعلت نور الجهاد في قلبك لتُشعل به نارا تسلطها على رقاب الصليبيين والكافرين.
ولو قمت بأي عبادة في هذا العصر (قيام الليل، صيام النهار، حفظ القرآن، طلب العلم، الدعوة إلى الله .... كل العبادات على جميع أشكالها وألوانها) فلا أحد يغضب منك ولا يعاديك وكلهم راضون عنك ولا تجد منهم أي مضايقات أو مخالفات تجاهك، ولربما ساعدوك في بعضها.
ولكنك ما أن تفَّكر في الذهاب إلى ساحات العزة والكرامة والمجد والتضحية إلا وتجد الجميع يستنفر ضدك ويثبط من همتك ويوهن من عزيمتك ويحاول أن يصرفك عن هذا الطريق بأي وسيلة كانت، حتى أننا سمعنا من أهل العلم أنه لما علم أن ابنه سوف يذهب إلى الجهاد قام ضده وناصبه العداء، ولو أن ابن هذا العالم ذهب إلى دول الكفر والفساد والرذيلة ليكمل دراسته الدنيوية لوجدت سيلا من كلمات التشجيع ورفع الهمة، ولوجد الدعم المادي والمعنوي لهذا الابن لأنه سوف يرفع رأسه ويبيِّض وجهه عند الناس، ولا حول ولا قوة إلا بالله.