وحافظ القرآن حين يتلو قول الله ـ تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} 1.
يتذكر في حينها نفس الآية بحروفها وكلماتها في سورة التحريم "الآية:9" ومثل هذا كثير.
وقد ذكر أبو حيان بعض أسرار التكرار على مستوى الآية فقال: "وفائدة التكرار التجرد على استماع كل نبأ من أنباء الأولين للاتعاظ، واستئناف التيقظ إذا سمعوا الحث على ذلك لئلا تستوي عليهم الغفلة، وهكذا حكم التكرار لقوله: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} عند كل نعمة عدها في سورة الرحمن، وقوله: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} عند كل آية أوردها في سورة المرسلات، وكذلك تكرار القصص في أنفسها لتكون العبرة حاضرة للقلوب مذكورة في كل أوان"2.
ثم ومع الزمن وكثرة التلاوة والمراجعة الدائبة يبدأ الحافظ باستنباط العلل والحكم في وجود بعض الاختلاف في الآيات