التائب .. فك روحه من شباك الجريمة .. أخرج نفسه من كير الخطيئة .. التائب ـإخوتاه ـ كالطائر الجريح لا يختال ..
التائب .. كالقمر الكاسف لا يتكلم ..
التائب .. كالنجم الغابر .. لا يصيح ..
لو رأيت التائب لرأيت جفنا مقروحا .. نبصره في الأسحار على باب الاعتذار مطروحا .. سمع قول الاله يوحى فيما يوحى {يا أيها الذين آمنوا توبوا الى الله توبة نصوحا} [التحريم: 8].
التائب ... مطعمه يسير .. حزنه كثير .. كأنما هو أسير .. قد رمي مطروحا .. فتاب الى الله توبة نصوحا ..
التائب .. قد نحل بدنه الصيام .. أتعب قدمه القيام .. حلف بالعزم على هجر المنام .. فبذل لله جسما وروحا .. وتاب الى الله توبة نصوحا ..
التائب .. الذل قد علاه .. والحزن قد وهاه .. يذم نفسه على هواه .. وبذلك صار عند الله ممدوحا .. لأنه تاب الى الله توبة نصوحا ..
أين من يبكي جنايات الشباب ... ؟؟ أين من يبكي على الخطايا التي سود بها الكتاب .. ؟؟ أين من يأتي الى الباب فيجد الباب مفتوحا .. توبوا الى الله توبة نصوحا ...
نسألك اللهم توبة نصوحا .. نذوق بها برد اليقين .. وطعم الاخلاص. ولذة الرضا .. وأنس القبول.