كيف اتوب (صفحة 59)

ويحك يا نفس .. قد ضيّعتي أكثر رأس المال فلو بكيتي بقية عمرك على ما ضيّعت فيها لكنت مقصرة في حق نفسك .. فكيف يا نفس .. إذا ضيّعت البقية وأصررت على المعاصي .. اما تعلمين أن الموت موعدك .. والقبر بيتك .. والتراب فراشك .. والدود أنيسك .. والفزع الأكبر بين يديك .. أما علمت يا نفس أن عسكر الموت عندك على باب البلد ينتظرون وقد آلوا على أنفسهم بالإيمان المغلظة أنّهم لا يبرحون يا نفس .. أما علمتي أن الموتى العودة ليشتغلوا بالعمل الصالح ويستدركوا ما فرط منهم ... أنت في أمنيتهم فاعملي .. يا نفس إن يوما من عمرك لو بيع منهم بالدنيا وما فيها لشروه .. ولو قدروا عليه وأنت تضيعين أيامك في الغفلة والبطالة ويحك يا نفس .. اما تخافين ..

أما تخافين {كلا إذا بلغت التراق* وقيل من راق* وظنّ أنّه الفراق* والتفّت الساق بالساق* الى ربك يومئذ المساق* فلا صدّق ولا صلى* ولكن كذّب وتولّى* ثم ذهب الى أهله يتمطى* أولى لك فأولى* ثم أولى لك فأولى} [القيامة: 26 - 35]. ويحك يا نفس .. أما تخافين أن تبدو رسل ربك منحدرة إليك بسواد الألوان وكلح الوجوه .. وبشري العذاب .. أما تخافين؟ أما تذّكرين .. ؟ هل تذكرين .. ؟ هل ينفعك ساعتها الندم .. ؟ أو يقبل منك الحزن .. ؟ أو يرحم منك البكاء .. ويحك يا نفس .. ويحك يا نفس ..

طور بواسطة نورين ميديا © 2015