كواشف زيوف (صفحة 436)

السبيل الأول: رفع شعار العقلانية والعلمانية، الذي سيطر بقوة على الفكر الغربي، بعد التمهيد لذلك بإطلاق مبادئ الحريات الفكرية والسلوكية، وبعض الحريات السياسية والاجتماعية الأخرى.

وضمن شعاري العقلانية والعلمانية، اندس المضللون يصوغون العلوم الإنسانية، وجذور العلوم البحتة، على أسس الإلحاد بالله، والتفسيرات المادية، دون أي مستند علمي حسّيّ تجريبي، أو منطقيٍّ فكري.

ووسيلتهم في ذلك الادعاءات المجرّدة، والأكاذيب، والمغالطات، والتزييفات، والتستر المستمرّ بشعارات المناهج العلمية المادية، وقواعد البحث العلمي، ونبذ الخرافات والغيبيات.

ويتخذون من بعض الخرافات والأحاديث الكاذبات عن أمور الغيب، ذريعةً لإنكار كلِّ حقٍّ دينيّ، وحقٍّ غيبيٍّ ثابتٍ بيقين.

وانطلق المضللون من المتخصصين بالدراسات الفلسفية يصدّرون الآراء الفلسفية المادّية الملحدة، وينشرونها في مختلف المؤسسات التعليمية والإعلامية.

وأخذت الأجهزة الإعلامية العالمية تروّج أفكار المضلّلين، وتعطيها بريقاً مغرياً خادعاً، وتضفي عليها عبارات التمجيد والتعظيم والإكبار، وتلبسها أثواب الحقائق العقلية والعلمية زوراً وبهتاناً، وتزييفاً وغشاً.

وسقطت الشعوب الصليبية في معظم البلدان التي أخذت تتقدّم في مجالات العلوم المادية، في فخ العقلانية والعلمانية ذواتي المكر اليهودي، وساعد هذه الشعوب على هذا السقوط فساد الكنسية، وما دخل في الديانة النصرانية من تحريف وتخريف، كما سبق شرح ذلك في القسم الأول من هذا الكتاب.

ومع التحرّك الصليبي الاستعماري والتبشيري ضدّ العالم الإسلامي، في عمليات الغزو الفكري لسلخ المسلمين عن دينهم، سلخاً كلياً أو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015