كواشف زيوف (صفحة 422)

الإنسانية، وظهر في عالم العلم التجريبيّ تعديلات لكثير من المفاهيم التي كانت في تصوّر الناس من الحقائق التي قدّمها هذا العلم.

واضطُرَّ العلم التجريبي إلى أن يُثْبت تعليلاتٍ وتفسيراتٍ وأسباباً غَيْرَ مدركة بوسائله، لأنها ضرورية لاستكمال حلقات المعرفة.

لقد اضطُرَّ العلم التجريبي أن يثبت ألكترونات الذرة مع أن أحداً من العلماء لم يشهدْها بوسائل العلم.

واضطُرَّ العلم التجريبي إلى أن يُثْبت قُوى الجاذبية بين الكُتَل المادّيَّة، مع أن وسائل العلم المادي لم تُدرك غير آثارها، فلا يَعْرِفُ العلم التجريبي عن حقيقتها شيئاً.

إلى غير ذلك من غيبيات اضطُرَّ العلم التجريبي أن يثبتها. وقد بدأ الإيمان بالله عزّ وجلّ، وبالغيبيات التي جاء بها الدين، يظهر من جديد، في مخابر العلوم التجريبية، وفي أروقة الجامعات العلمية الغربية الكبرى، على ألسنة كبار العلماء الماديين.

وبدأت رحلة عودة كبار علماء الطبيعة إلى الأخذ بمعارف الدين الصحيح، الخالي من التحريفات البشرية الدخيلة عليه.

وبدأ يؤمن بالإسلام كبارُ أهل الفكر والعلم في مختلف أرجاء العالم، كُلَّما استبصر بحقائقه منهم باحثٌ متأمّل منصف، يخشى عاقبة عدم استجابته للحق الذي بعث الله به رُسُله.

* * *

الكاشف الثاني: أبْعَدَ "أوجست كونت" عن تصوُّره قضيَّةَ الإيمان بالرب الخالق، لأنه من الغيبيات التي لا تثبتها العلوم التجريبية المادية، ورفض النظر إلى الأدلة العقلية البرهانية، ورفض تصديقَ الأخبار الدينية التي جاء بها رُسُل الله المؤيَّدون منه بالآيات البيِّنات، من خوارق أنظمة الطبيعة وقوانينها الثابتة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015