كواشف زيوف (صفحة 171)

إلى ما تشتمل عليه من المشاهدات والإدراكات الحسية، والتجارب والتطبيقات، فالدين هو الذي ينبغي طرحه وعدم الاعتماد عليه، ويجب الأخذ بالمناهج والوسائل العلمية الإنسانية. ويتجرأ الوقحون منهم فيقولون: إن الدين خرافة وأوهام من صناعة أوهام الناس، أو من اختلاقاتهم لخدمة مصالحهم.

ثمّ أخذوا يمجدون العلم - وفق مصطلحهم الحديث - والمذهب العلمي التجريبي، ويرفضون الدين رفضاً كلياً، أو يعزلونه عن شؤون الحياة، ويحصرونه في دوائر صغيرة جداً، غيبية أو تعبديّة، وراجت في هذا الاتجاه كلمة "العلمانية".

ب- مغالطة لتثبيت هاتين الدعوتين:

ولتثبيت دعوى التناقض بين العقل والدين، وبين العلم والدين، والإقناع بأن ذلك واقع فعلاً استغل أعداء الدين ما يلي:

1- أغاليط رجال الكنيسة النصرانية في مجالات العلوم الكونية، وتفسيرات ظاهرات العالم المادي، وفي المجالات الفكرية الفلسفية، والتي نسبوها إلى الدين وأضافوها إليه افتراءً أو جهلاً.

2- أغاليط اليهود وتحريفاتهم وافتراءاتهم على دين الله.

3- خرافات أديان أخرى محرّفة عن أصولها المنزلة.

4- خرافات أوضاع بشرية سمت أنفسها أدياناً وهي لا تمت إلى دين رباني بصلة، لا في تحريفاتها ولا في أصولها.

5- أغاليط مفسري وشراح النصوص الدينية، وما يجزمون بنسبته إلى الدين من دلالات نصوص دينية غير ثابتة بصفة قطعية.

حتى الإسلام خاتمة الرسالات الربانية استغل أعداء الإسلام بعض ما ينسب إليه، مع أنه لا يوجد في الإسلام نصٌّ أو تفسير أجمع عليه علماء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015