كواشف زيوف (صفحة 161)

فقد ظل المذهب العقلاني هو المتفرّد بسلطانه في هذا المجال.

الثاني: قضايا الاجتماع البشري ومذاهب السلوك الإنساني، التي تتدخل الأهواء والمصالح الخاصة في تزيينها.

فقد ظلت ذرائع المذهب العقلي مع ألاعيب تطبيق المنهج العلمي التجريبي ذات السلطان فيها.

وبالبحث المتعمق يلاحظ المنصف الخبير أن الموجه الحقيقي لتزيين المذاهب الفكرية في هذا المجال إنما هي الأهواء والشهوات، والمصالح الخاصة للأفراد أو المنظمات، أو الجماعات المحكومة بالعصبيات ومختلف الأنانيات.

ومع سيادة المنهج العلمي الحسّي التجريبي روّج أعداء الدين فكرة التناقض بين الدين والعلم، كما روّج أعداء الدين من قبل فكرة التناقض بين الدين والعقل.

وسارت الفكرتان معاً في كثير من الأحيان، فحملت أجيال درست علومها على طرائق الغرب النصراني المتحلل من دينه، أو على طرائق الشرق الملحد المنكر لكل الأديان، فكرة التناقض بين العقل الدين من جهة، وبين العلم والدين ومن جهة أخرى.

وشاع استخدام كلمة "العلمانية" لهذا التجاه العام، سواء صرح بالإلحاد والكفر بكل الأديان، أو أجرى مصالحة خداعية توفيقية، عزل الدين فيها ضمن حدود الغيبيات الاعتقادية، والطقوس التعبدية، وبعض أحكام الأحوال الشخصية، ومراسِم دفن الموتى.

تعريف بالعلمانية:

فالعلمانية ليست مذهباً محدد المعالم، واضح الأركان، لكنها عنوان لاتجاه هدفه النظر بعين واحدة، هي عين البحث العلمي بالوسائل الإنسانية، وطمس عين العلم الأخرى التي تقتبس المعرفة من الدين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015