كواشف زيوف (صفحة 113)

منخدعون بقادتهم، وبأئمة الضلال الذين يدفعون بهم في الطريق التي هم فيها يتراكضون، وإلى هلاكهم يتسابقون.

وقد يرون أئمتهم يجلدونهم، ويذبحون رفاقهم، أو يسلطونهم على قتل رفاق طريقهم، فيعتذرون عنهم بأنهم مخدوعون من قبل أعداء المذهب، وهم في الحقيقة قادة مخلصون، ورفاق أوفياء، وهم يعملون للمبادئ المتفق عليها بصدق وتضحية.

ما أشد غباء ضحايا الزيف، ترى من زعم لهم أنه الرفيق المخلص، يجلدها، ويشحذ سكينه ليذبحها، ثمّ تظل غافلة عن مكيدته، وتصطنع له المعاذير من عند أنفسها، أو يوحي لها بهذه المعاذير الشياطين من أجراء أئمة الضلال.

* * *

العنصر الخامس:

استخدام طريقة الإقناع الجدلي، للتأثير على الناس بصحة المذهب الباطل، أو الأفكار التي يُرادُ التضليل لها.

ويكون ذلك بتزيين مقدمات قائمة على المغالطات، والكذب، والتستر بشعارات التقدم العلمي، ومنهجية البحث السليم، ومنجزات العلم والتقنيات "التكنولوجيا"، وملء الصفحات الجدلية بثرثرات قائمة على دغدعة العواطف، وإثارة الانفعالات، والتظاهر الكاذب بالرغبة الشديدة في ابتغاء الحق وخير الإنسانية، وبتخليص البشر من آلامهم ومشكلاتهم الحياتية الفردية والجماعية.

وللمغالطات الجدلية أصول كثيرة، سيأتي بعون الله بيان أهمها في الفصل الثاني من هذا الباب.

* * *

العنصر السادس:

استخدام طريقة التوجيه غير المباشر. ويكون عادة بأساليب متوارية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015