لا يأكل مما يجتني ويأتي به جذيمة فوضعه بين يديه، فقال:
هذا جناي وخياره فيه ... إذ كل جان يده إلى فيه
فذهبت مثلا.
ثم إن عمرا خرج يوما وعليه ثياب وحلي فاستطير/ (3 و) م وفقد زمانا ثم إن مالكا وعقيلا من بني البلقين «1» توجها إلى الملك بهدايا وتحف فبينما هما نازلان انتهى إليهما عمرو وقد عفت أظافره وشعره. فقالا له: من أنت؟ قال: أنا ابن التنوخية. فلهيا عنه. ثم إنهما حملاه إلى جذيمة فعرفه فقبله. وقال لهما حكمكما.
فسألاه منادمته:
فلم يزالا نديميه أربعين سنة وبعث عمرا إلى أمه فأدخلته الحمام وألبسته ثيابا وطوقته طوقا له من ذهب. فلما رآه جذيمة قال:" كبر عمرو عن الطوق"
فأرسلها مثلا..
قال متمم بن نويرة في مالك وعقيل يرثي أخاه:
وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدّهر حتّى قيل لن نتصدّعا
فلما تفرقنا كأني ومالكا ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
أول من لبس الطيلسان بالمدينة.
أول من عرقب فرسه في سبيل الله.