ليلة؛ فأتيته متخوفا. فأجلسني وانّسني. فبينما أنا قاعد معه؛ إذ جاءت جارية كأنها لؤلؤة، فأقعدها في حجره، ثم قبلها،
وقال: يا إسحاق! غني. فأخذت العود، وغنيت:
جِئْنَ من الرُّومِ فياَ حبّذا ... يَرْفُلْنَ في المِرْطِ ولينِ المَلاَ
مقرْطَقَاتٍ في صُنُوف الحُلى ... يا حبّذ البيضُ بتلك الحُلا
قال: فتبسمت الجارية، ودعا برطل فشرب، وسقاها، وسقاني. وقال لي: أعد. ثم دعا برطل،
فشرب، وسقاها وسقاني. وقال: عَلَيَّ بفلانة، وفلانة، جاريتين من جواريه، فمثلتا بين يديه؛ فأقعد
الواحدة عن يمينه، والأخرى عن شماله، وأمرّ يده عليهما، وقال. أَرْوِعْنِي يااسحاق! قلت: قُلْ: أيها
الأمير، فأنشد:
مَلَكَ الثَّلاثُ الآنساتُ عناني ... وَحَلَلْنَ مِنْ قلبي بكل مكان
مَالِي تُطَاوِعُنِي البريَّةُ كُلُّها ... وأُطيعهنَّ وهنَّ في عِصْياني
ماذاكَ إِلاَّ أَنَّ سُلْطَانَ الهوى ... وبِهِ قَوِينَ أَعَزُّ مِنْ سُلْطَانِي