سَقَى عَهْدَ الحِمَى صَوْبُ العِهَادِ ... وَرَوَّضَ حَاضِرٌ مِنْهُ وَبَادِ
ويُروى (سبل العهاد). وقال أبو النجم:
تَرْعَى السَّحابَ العَهْدَ وَالفتوحا
والفُتُوحُ هنا مَطَرٌ بعد مطر. والعُهْدَةُ: كتاب الشراء والجميع العُهَد. وإذا كان في الشيء فساد قيل:
إنّ فيه العُهْدَة. وهذا كله عن أهل اللغة. فأمّا قول أبي تمام الطائي:
لَيَالِينَا بالرّقْمَتَيْنِ وأَهْلَِهَا ... سَقَى العَهْدَ مِنكِ العهدُ والعهُد والعَهْدُ
فالعَهْد الأول، وهو الوقت الذي عَهِدَ هابه قبل فرقتها. والعَهْدُ المتكرر، هو المطر، وقد بينه بقوله في
البيت الثاني:
سَحَابٌ متى تسحب على النّبت ذيلها ... فَلاَ رجل ينبو عليه ولاجعدُ
هذا قول أبي بكر الصولي. قال: والعَهْدُ: المِلْحُ. تقول منه: مِلْحُ فلان على ركبته؛ يراد به أن عهده
غير محفوظ عنده؛ إنما هو مُضَيَّع. ومنه قول مسكين الدارمي:
لاَ تَلُمْها إِنها من نِسْوَةِ ... مِلْحُها موضوعة فوْق الرُّكَبْ