فصل

قال: ومن غريب الأحاديث والحكايات في معنى الحب، ماروى عن أبي عبد الله عكرمة مولى ابن

عباس لله، قال: بينما نحن عند عبد الله بن عباس، إذ أقبل فتية يحتملون فتى من بني عذرة، قد بلي

بدنه، وكانت له حلاوة، وجمال. فجاءوا به حتى وقفوا بين يديه، وقالوا: استشف لهذا الفتى يا ابن عم

رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وما الذي به؟ قال: فترنم الفتى بصوت خفي، لا يستبين، وقال:

بِنَا من جَوَى الأحزان والحبِّ لوعة ... تكاد لها نفس المحبِّ تذوبُ

ولكنما أَلْفَى حشاشة مقولى ... على مابه عودٌ هناك صليب

وما عَجَبٌ موت المحبين في الهوى ... ولكن بقاء العاشقين عجيب

ثم شهق شهقة فمات، فقال ابن عباس: هل رأيتم غلاماً مثل هذا؟ والله، إنه لقتيل الهوى، لادية له،

ولا قود فيه، فأنشد بعض أهل المجلس:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015