أيْ: لا أَمشي بِالنَّميمة.

ويقال: رجلٌ نَمِلُ الأصابع؛ الذي لايكاد يكُفُّ أصابعه عن العبث، وكذلك إذا كان خفيف الأصابع في

العمل، وكذلك الفرس؛ وهو الذي لايكادُ يستقرّ.

قال هذا قاسم في الدلائل، وأنشد:

لَسْنَا بِإِخْوَانِ أَقْوامٍ يُغَيِّرُهُمْ ... قَوْل العُدَاةِ ولاَذُو النَّملةِ النَّمِلُ

قال: وفي حديث عمر رضي الله عنه أنه قال للحطيئة: إِيَّاكَ والشعر! قال: لاأَقْدِر ياأمير المؤمنين

على تركه؛ مأْكَلَةُ عِيالي، ونُمْلَةٌ على لساني، قال: فَشَبِّبْ بِأَهْلك، وَإِيَّاكَ وَكُلُّ مِدْحَةٍ مُجْحِفَةٍ! قال: يا

أمير المؤمنين! وما المدحَةُ المُجْحِفَة؟

قال: تقول: بنو فُلانٍ خيرّ من بني فلان. إمْدَحْهُمْ ولا تُفَضلهُمْ، قال: أَنْتَ يا أمير المومنين أشعرُ

مني.

قال: والنَّمُّ، والقَتُّ، والقسُّ، والتَحَسُّسُ بالحاء، والتَّجَسُْسُ بالجيم نظائر في اللغة، ومتقاربات في

المعنى.

قال الشاعر:

تجنيت سُعْدى رَهبَة أن يشيد لي ... إذا زرت سعدى الكاشح المتحسسُ

يروى بالجيم؛ من قولهم (تجسس) وبالحاء من قولهم (تحسس)، وقرأ الحسن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015