أَلْوَى بِصَبْرِك إِخّلاَقُ اللِّوَى وهَفَا ... بِلُبِّكَ الشَّوْقُ لَمَّا أَقْفَرَ اللَّبَبُ

وسمي لَبَباً للزوم بعضه بعضا؛ كلزوم لُبِّ الشيء له، وكذلك المُتَلَبِّبُ المُتَحزِّمُ بثيابه، بعضها ببعض.

وأخذ بتلبيبه؛ إِذَا لزمه في ذلك الموضع. ومنه: لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ: أي ملازمة لأمرك، وإسعاداً لك. وهو

مصدر. مثنى للتكثير والمبالغة في التأكيد، لا تثنية حقيقة؛ بمنزلة قوله تعالى (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ) أي نعمتاه. على

تأويل اليد هنا على النعمة.

وذهب يونس بن حبيب البصري في لَبَّيْكَ؛ إلى أنه اسم مفرد، وليس بمثنى، وان ألفه إنما انقلبت

ياء لاتصالها بالمضمر على حد لَدَيَّ وعلَيَّ.

وذهب سيبويه؛ إلى أنه مثنى، بدليل قلب ألفه ياء مع المظهر، وأكثر الناس على مذهب سيبويه.

قال أبو بكر بن الانباري ثنوا لَبَّيْكَ كما ثنوا حَنَانَيْك: أي تحننا بعد تَحَنُّن.

وأصل لَبَّيْك: لَبَّبْكَ؛ فاسْتُثْقِل الجمعُ بين ثلاث باءات؛ فأبدل من الثالثة ياء، كما قالوا من الظَّنِّ

تَظَنَّيْتُ. والأصل تَظَنَّنْتُ.

قال الشاعر:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015