وصدر لراع اللّيل عازب همّه … تضاعف فيه الهمّ من كلّ جانب

تقاعس حتّى قلت ليس بمنقض … وليس الّذي يرعى النّجوم بآئب

عليّ نعم ونعمة بعد نعمة … لوالده ليست بذات عقارب

ومنها يقول:

إذا ما غزوا بالجيش حلّق فوقهم … عصائب طير تهتدي بعصائب

جوانح قد أيقنّ أنّ قبيله … إذا ما التقى الجمعان أوّل غالب

وقد جاء في قول النّابغة إقواء في قصيدته التي أوّلها: أمن آل ميّة رائح أو مغتدي، فإنّ قافيتها جميعها مكسورة إلاّ بيت واحد، وهو قوله (من الكامل):

زعم البوارح أنّ رحلتنا غدا … وبذاك خبّرنا الغراب الأسود

والإقواء أحد العيوب المستعملة في الشّعر. وقد استشهد بهذا البيت جماعة من العروضيّين. فقيل: إنّه لمّا قدم يثرب قيل له: أقويت. فلم يعرفه. فألقوا الأبيات على لسان قينة فغنّت بها ومدّت في القوافي، فانتبه لها، فأصلحها لوقته، فقال:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015