كفعلك في قوم أراك اصطنعتهم … فلم ترهم في شكر ذلك أذنبوا

فلا تتركنّي بالوعيد كأنّني … إلى النّاس مطليّ به القار أجرب

أتاني أبيت اللّعن أنّك لمتني … وتلك الّتي أهتمّ منها وأنصب

ولست بمستبق أخا لا تلمّه … على شعث أيّ الرّجال المهذّب

فإن أك مظلوما فعبد ظلمته … وإن تك ذا عتبى فمثلك يعتب

(313) وأمّا حديث المتجرّدة فهي زوجة النّعمان بن المنذر ابن ماء السّماء، وكانت من أحسن الناس وجها، وكان يهواها. وقيل: إنّها كانت زوجة أبيه، المنذر بن النّعمان، فتزوّجها بعد موت أبيه، بشريعة الهوى وغلب المقدرة.

قلت: هذا كلام السّلطان، الملك المنصور، ناصر الدّنيا والدين، أبا المعالي محمّد بن الملك المظفّر تقيّ الدين عمر <بن> شاهنشاه بن أيّوب، صاحب حماة يومئذ، كان-رحمه الله تعالى وبرّد؟؟؟ ضريحه وسائر ملوك المسلمين-ساق هذا الحديث في كتابه المسمّى بدرر الآداب ومحاسن ذوي الألباب، في باب: طبقات الشعراء. وهو لعمري من الكتب النفيسة الجامعة لمحاسن الأدب، يدل على أنّه رحمه الله، من الملوك الأكابر المطّلعين على أخبار الناس وتواريخهم.

فالذي أقوله: إنّ هذا النّكاح كان جائزا في أيّام الجاهليّة ولا زال مستمرا حتّى جاء الإسلام، وسمّي: نكاح المقت، وبيان ذلك يأتي في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015