فتور القيام قطيع الكلا … م تفترّ عن ذي غروب خضر

كأنّ المدام وصوب الغمام … وريح الخزامي ونشر القطر

يعلّ به برد أنيابها … إذا غرّد الطّائر المستحر

قلت: ما وصف أحد الثّغر فأجاد وأحسن كلّ الإحسان بإجماع الرواة كالنّابغة الذّبيانيّ في قوله (من الكامل):

تجلوا بقادمتي حمامة أيكة … بردا أشفّ لثاته بالإثمد

كالأقحوان غداة غبّ سمائه … جفّت أعاليه وأسفله ند

ولهذين البيتين شرح حسن، إذا أثبت يزيد على نصف كرّاس ولا يوفيهما حقّهما في شرحهما، فأضربت عن شرحهما للاختصار ومن شعر امرئ القيس قوله (من الوافر):

فبعض اللّوم عاذلتي فإنّي … ستكفيني التّجارب وانتسابي

إلى عرق الثّرى وشجت عروقي … وهذا الموت يسلبني شبابي

وقد طوّقت في الآفاق حتّى … رضيت من الغنيمة بالإياب

ذكر النّابغة الذّبيانيّ ولمعا من أخباره وأشعاره

النّابغة جاهليّ اسمه زياد بن معاوية ويكنى أبا أمامة ولقّب بالنّابغة لقوله (من الوافر):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015