فصل في الخليفة

فصل

في الخليفة

قال علماء اللّغة: الخليفة هو القائم مقام غيره، فهو خلف عمّن تقدّمه. وقال الجوهريّ: ويقال: خلف فلان فلانا، إذا كان خليفته؛ يقال:

خلّفه في قومه خلافة. قال: الخليفة السّلطان الأعظم. وقيل: إنّ الله تعالى ذكر خمسة نفر بالخلافة: آدم وداود وهارون وصلحاء هذه الأمّة، قوله: {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ}. وصلحاء الأمم قوله تعالى: {وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ}.

وفي معنى خلافة آدم، عليه السلام، قولان، أحدهما: أنّه خليفة عن الله في إقامة شرعه. روي عن ابن مسعود وابن عبّاس. والثاني: أنّه خلف عن من تقدّمه في الأرض قبله، وهو مرويّ عن ابن عبّاس أيضا. والأوّل أصحّ وأظهر، لأنّ آدم كان بهذه المثابة.

وقال أبو إسحاق الثّعلبيّ، رحمه الله (16): سأل عمر بن الخطّاب طلحة والزّبير وسلمان الفارسيّ وكعب الأحبار: أخليفة أنا، أم ملك؟ فقال طلحة والزّبير: ما ندري. وقال سلمان الفارسيّ: الخليفة الذي يعدل في الرّعيّة، ويقسم بينهم بالسّويّة، ويشفق عليهم شفقة الرجل على أهله، ويقضي بينهم بكتاب الله. وفي رواية: إن جبيت من أرض المسلمين درهما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015