ولفسادها أسباب، منها تشابه رقوم الخطّ في الأعداد كالسبعة والتسعة والسبعة عشرة والتسعة عشرة والسبعين والتسعين، هذا في اللّغة العربيّة وما تركّب منها. ومنها ما يعترضها إذا نقلت من لسان إلى لسان. فإنّ اليهود والنّصارى مختلفون فيما ينقلونه عن التّوراة. قيل: وأصحاب التّوراة الباقية بزعمهم على اللّسان العبريّ مختلفون أيضا فيما بينهم. فإنّ الذي بأيدي السّمرة مخالف ما بأيدي عامّة اليهود. وكذا المنقول إلى اللسان اليونانيّ مخالف فيه، والله أعلم بالصواب.
ذكر ما لخّص من مقامة لابن الجوزيّ، رحمه الله
وهي الباينة مما يتعلّق بذكر آدم، عليه السلام
حضرت ليلة مع فريق منتخب الأصادق، ليس فيهم إلاّ صديق منتخب صادق. فكانت ليلتنا أمتع ليالي السّنة. فطلب جماعتنا أن نقطع بلآلئ حسنة. فقلت: لو كان لكم أبو التّقويم، فإنّه بكلّ علم عليم.
فقالوا: ذكرت أشرف نابه، ولكن من لنا به؟ فكتبت إليه (من الكامل):
عندي فديتك سادة أحرار … وقلوبهم شوقا إليك حرار
وشرابنا شرب العلوم وروضنا … نزه الحديث ونقلنا الأشعار
فما كان بأسرع، من أن أسرع. فقلت للجماعة: قد اجتمع، مقصودكم أجمع. فلمّا رأوا خلجانه من الناس قد عسى، استعبدوا الإصابة