وبعد، فإنّ القول قد تقدّم من العبد الحقير، المعترف بالتقصير، واللسان القصير، واضعه ومصنّفه وجامعه ومؤلّفه، أضعف عباد الله وأفقرهم إلى الله، أبو بكر بن عبد الله بن أيبك، صاحب صرخد، المعروف والده بالدّواه داري، غفر له ولقارئه، ورحم كلّ من تجاوز عن كلّ خطاء فيه.
ولمّا مضى القول في الجزء الأوّل ممّا أوردنا، فأوردنا العطاش إلى كلّ منهل كاف، وأروينا، فأروينا كلّ صاد من مورد صاف، وأبدعنا، فأبدعنا إلى آخر الأبد، وأبرعنا، فأبرعنا كلّ والد الولد، وأوسعنا، فأوسعنا شكرا على طول المدد، وأودعنا، فأودعنا ذكرا كلبيد ولبد، وأعربنا ممّا أعربنا بجومنى كلام، وأفصحنا، فما أفصحنا مشايخنا الأعلام، وقدّمنا، فقدّمنا أنواع الأدب، ورفعنا، فرفعنا كلّ حديث منتسب، يروى لمسلم والبخاري، ويروي المسلم البخاري، ممّا يشرح صدر القاري، إذا سرّح فيه النظر القاري، واستحضر مع سواد ناظره سويداه، واستغفر ناظره، ممّا قدّمت سود يداه، هناك يرتفع الحجاب، ويندفع الحجّاب، ويفتح باب