وكان بالقاهرة مقدّم بدار الولاية يسمّى محمد بن الأشمونىّ، وكان جلدا فى الظلمة، لا يخيفه (?) منجسّة ولا يفوته حرامىّ، فاطّلع على جميع هذه المصايب. وكان مولانا السلطان قد علم من هذا المقدّم النهضة (?)، فعاد يقرّبه ويتحدّث معه، فربّما أنّ هذا المقدّم تكلّم بين رفاقه بشى ممّا أنكره من هذه الأحوال. فبلغ ذلك الوالى ابن المحسنىّ، فخشى غايلته، فاستغنم غيبة الركاب الشريف فى الصيد، لا بل فى الحجاز الشريف، واختلق له ذنوبا، ولم يزل يضربه بالمقارع ضرب التلف حتى علم أنّه قد قضى شغله. فلم يقم المقدّم إلاّ أيّاما (?) يسيرة وهلك. فلمّا حلّ الركاب الشريف من الحجاز الشريف بلغ المسامع الشريفة بعض شى، لا هذه الأحوال بجملتها. وفهم ابن المحسنىّ ذلك، فسعى سعيا عظيما حتى إنّه لمّا انفصل لم يعارض، ولا أخذ منه الدرهم الفرد. وخرج من الولاية فى تأريخ ما يذكر، وقد حصّل من الأموال ما لا يحصيه إلاّ الله تعالى
النيل المبارك فى هذه السنة: الماء القديم
الخليفة: الإمام المستكفى بالله أبو (16) الربيع سليمان أمير المؤمنين، ومولانا السلطان الأعظم: الملك الناصر سلطان الإسلام، سربله الله من سلطانه سلطانا جديدا، ونظم له من توفيقه قلايد (18) وعقودا، والنوّاب بمصر والشام، حسبما تقدّم من الكلام، فى ذلك العام، وكذلك الملوك. على هذا السلوك