على خيله خاصّة نفسه. وعدنا نجمع كلّ خمس أرؤس جميع على عباه (?) وعلى جل حتى كفينا الجميع. وأكل ذلك العسكر بكماله حتى عادوا الغلمان يتراجموا باللحم ويقولوا: هذه (?) الراية على هذا الأمير بالوفا، -وأسندمر يستمع ويعجبه.
فلمّا فرغوا قال لى: أيش اسمك؟ -قلت: مملوك الأمير، أبو بكر. -فقال:
يا سيف الدين، هذا كان مجهّزا (?) لنا وعلمت بمجينا قبل حضورنا؟ -قلت:
لا والله، يا خوند، ما علمت بحضور الأمير إلاّ من الأمير شمس الدين صهر الأمير. -قال: فكيف صنعت فى أسرع وقت؟ -فقلت:
يا خوند، مولانا السلطان سعيد الأمور، ناجح الحركات، موفّق المراسم، وحيث أمر وجدوا الناس لأمره أحسن أثر. -فأعجبه أيضا هذا الكلام. ثمّ رسم لمملوك كان معه شابّ حسن اسمه قبليه، فأحضر لى كاملية جوخ مرشوش بفرو سنجاب طرىّ مناميّة، فألبسنى. فلمّا تقدّمت أقبّل يده، قال: أشتهى، يا خيّى، تعيرنى فروتك هذه الليلة لأغيّر، فما معى شى ألبسه. -فرأيت لكلامه لطفا كبيرا (13)، فقلعتها، ولبسها فى ساعته وقال: أين أخذت خبر الأمير شمس الدين؟ -قلت: بايت على الخطّارة. -قال: فأىّ وقت نصله؟ -قلت: متى يرسم الأمير يكون وصولك إليهم. -قال: طلعة الشمس. -قلت: يستكنّ الأمير وينام فى حفظ الله! والمملوك تحت رجليك إلى حين ما يتنحنح المملوك. - فغفا إلى أوّل الثلث الآخر، تنحنحت، فقام. وركبت فى خدمته وصرت أحدّثه وهو يستطرف كلامى ويعجبه حتى طلع الفجر بمنزلة