يجب أن تنفّذ أحكامها ويؤكّد زمامها (?)، وتصان عقايد هذه الأمّة عن الاختلاف، وتزان قواعد الأيمّة بالايتلاف، وتخمد ثوائر البدع، ويفرّق من قوّتها ما جمع

وكان التقىّ بن التيميّة فى هذه المدّة قد سلّط (?) لسان قلمه، ومدّ عنان كلمه، وتحدّث فى مسايل الذات والصفات، ونصّ فى كلامه على أمور منكرات، وتكلّم فيما سكت عنه الصحابة والتابعون، وفاه بما يخفيه السلف الصالحون، وأتى فى ذلك بما أنكره أيمّة الإسلام، وانعقد على خلافه اجتماع العلما والحكّام، وشهر من فتاويه فى البلاد ما استخفّ به عقول العوامّ، فخالف فى ذلك علما عصره، وأيمّة شأمه ومصره، وبعث رسايله إلى كلّ مكان، وسمّى فتاويه أسماء {ما أَنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ} (?)

ولمّا اتّصل بنا ذلك، وما سلكوا مريدوه من هذه المسالك، وأظهروه من هذه الأحوال وأشاعوه، وعلمنا أنّه {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ} (?) حتى اتّصل بنا أنّهم صرّحوا فى حقّ الله بالحرف والصوت والتجسيم، قمنا فى الله تعالى مستعظمين لهذا النبإ العظيم. فأنكرنا هذه البدعة، وأنفنا أن نسمع عن من تضمّه ممالكنا هذه السّمعة. وكرهنا ما فاه (?) به المبطلون، وتلونا قوله {سُبْحانَ اللهِ عَمّا يَصِفُونَ} (?) فإنّه جلّ جلاله تنزّه عن العديل (?) والنظير {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015