لتجّارنا الذين جلبونا. -فقال: أيش جنسك؟ -قلت: قفجق. - قال: صدق
ثمّ أمر بتقريبى إليه وكلّمنى من حاجب واحد، وذلك بعد مسايل كثيرة سألنى وأنا أصدقه وأخرج له عن أجوبتها بمعونة الله تعالى. فمن جملة ذلك قال لى: ما محلّك عند ملك مصر؟ -قلت: جندىّ. -قال:
جندىّ؟ -قلت: نعم. -قال: فنظر إلى الحاجب مغضبا وقال: قل له:
ملك مصر يسيّر إلى مثلى جنديّا؟ (?) ما أنت أمير عنده؟ -قلت:
نعم. -قال: على بابك طبلخاناه؟ -قلت: نعم. -قال: فكيف تقول جندىّ؟ -قال: قبّلت الأرض وقلت: يحفظ الله القآن! والأمير جندىّ السلطان، والجندىّ جندىّ السلطان، ونحن عندنا كلمة تكون جندىّ، ما هو أمير، ونحن نفتخر باسم الجنديّة، وكلّنا جند الله عزّ وجلّ. قال: فأعجبه وعند ذلك الوقت قرّبنى. ثمّ قال: أنت مملوك هذا السلطان شراء ماله؟ -قلت: أنا مملوكه ومملوك أبوه وأخوه، وهو الذى عمل معى خيرا (14)، وجعل على بابى طبلخاناه. وإنّما أنا مملوك الملك الظاهر بيبرس البندقدارىّ رحمه الله
ثمّ قال لى فى جملة كلام: كم رأيت مصافّا؟ -فقلت فى نفسى:
ما لسكوتى محلّ، وأنا فقد بايعت الله تعالى، قال: فقبّلت الأرض وقلت: يحفظ الله القآن! أنت تصبى عمّا أقوله-. وإنّما (18) الذى قال للقآن: دعه يكلّمنى حتى أجيبه فأنا كنت مع جدّك نوبة تمر قابوا. -