لما كان يوم الخميس ثالث عشر المحرم من هده السنه ركب زين الدين كتبغا فى دست الملك، ولقب نفسه بالملك العادل. فكان كما قيل:
يا ظالما لقب بالعادل … وناقصا لقب بالكامل
هدا والدهر يضحك من غروره، ويضمر له بخلاف ما فى ضميره، وينطق له بلسان الحال: دع ما قد زيّنته لك نفسك من المحال، فان لهدا الامر اهل وآل، وبهم يكون تدبير الاحوال. لكن بعد أن تكون فى ايامك اهوال، ليعلم الدانى والقاصى والطايع والعاصى، انها كعوب ونواصى. وكانت ايام (?) مقدره، وامور مسطره، اراد الله تعالى (313) ان تنقضى تلك الايام فى غير ايام سيد ملوك الأنام.
فكان الامر كما قيل <من الطويل>:
فلّله أيام تجور وإنّما … تجود ولكن بعد فت المراير
وكان كتبغا فى كل وقت يقول لمولانا السلطان-عز نصره-بعد تغلبه على الامر: «انا مملوكك، ومملوك ابوك واخوك (?)، وانت صاحب الملك. فلا تخف منى، فانما انا احفظه لك حتى تكبر وتدبر ملكك وتعرف احوالك». هكدا سمعت من الامير سيف الدين بهادر الحموى راس نوبه الجمداريه (?).
وفيها كانت الوقعه العظيمه بين التتار وخلفهم على بيدوا (?) [ابن هلاوون] وغازان محمود بن ارغون بن ابغا ابن (?) هلاوون. وقتل بينهم عالم عظيم، حسبما ياتى من دكر دلك.