فقام اهل البلد عليه ومسكوه، ونادوا بشعار الافضل امير الجيوش بمصر. وحموا البلد الى ان مات صنجيل وهو فى حصار طرابلس.
ولم تزل الفرنج عليها حتى تسلموها بعد حصار سبع سنين جدّ. واخدوها (?) الفرنج يوم الثلثا ثالث دى الحجه سنه اثنتين وخمس مايه.
وتولاها مقدم منهم يعرف بالسرتانى (?). فملكها مده، حتى قدم مركب من بلاد المغرب، وفيه صبى من اولاد صنجيل اسمه تبران (?)، ومعه جماعه شيوخ من اصحاب ابيه يخدمونه. فحضروا عند (?) السرتانى وقالوا له: «هدا ولد الملك صنجيل، وهو يريد مدينه والده». فقام السرتانى، ورفسه برجله، رماه من على السرير، واخرجه.
فاخدوه (?) اصحاب صنجيل، وطافوا به على الفرسان من الفرنج. فرحموه، وتدكروا الأيمان الدى (?) لابيه، وقالوا: «ادا كان غد، احضروه، ونحن جلوس عند السرتانى». فلما حضروا وخاطبوه فيه، قام الفرسان كلهم على السرتانى، واخرجوه من مملكته، وسلموها للصبى ابن صنجيل.
فاقام مالكها الى ان قتله مرواج (?) فى يوم الاحد رابع رجب سنه احدى وثلثين وخمس مايه، وقتل اكثر اصحابه. واستخلف فى طرابلس ولده القمص. فلم يزل مالكها الى ان كسر نور الدين الشهيد الفرنج على حارم، وقتل منهم مقتله عظيمه، وقتل القمص فى الجمله، ودلك فى سنه تسع وخمسين وخمس مايه. فيكون ما (254) بين ملكها الفرنج وعودها للمسلمين مايه سنه واربع وعشرون (?) سنه، واربعه اشهر،