وحقنت الدماء. وما أحقّه بأن لا ينه عن خلق (?) ويأتى مثله، (232) ولا يأمر ببرّ ويثنى (?) فعله. فهذا قنغرطاى بالروم، وهى بلاد فى أيديكم وخراجها يجبى إليكم، وقد سفك فيها وقتل (?)، وسبا وهتك، وأباع الأحرار، وأبا إلاّ التمادى على الإضرار والإصرار.
ومن المشافهة أنّه إذا حصل التصميم على أن لا تبطل هذه الغارات ولا تغيّر هذه الإثارات، يعيّن مكانا يكون فيه اللقاء، ويعطى الله تعالى فيه النصر لمن يشاء.
فالجواب عن ذلك أن الأماكن التى اتّفق فيها الملتقى للجمعان (?) مرّة ومرّة ومرّة قد عاف مواردها من سلم من أوليك القوم، وخاف أن يعاودها فيعاوده مصرع ذلك اليوم.
فوقت اللقاء لا يحصر، وما النصر إلاّ من عند الله، فلا يقدر. ولا نحن ممّن ينتظر فلتة، ولا ممّن له إلى غير ذلك لفتة. وما أمر الساعة بالنصر إلاّ كالساعة التى لا تأتى إلا بغتة. والله الموفّق لما فيه صلاح هذه الأمّة والقادر (?) على إتمام كلّ خير ونعمة».
وفيها فى خامس عشر ربيع الآخر توفى الصاحب نجم الدين بن الأصفونى رحمه الله. وفيها توفى القاضى شمس الدين بن خلكان صاحب التاريخ الحسن رحمه الله. وفيها استقرت الهدنة بين السلطان وبين أهل عكا مدة عشره (?) سنين.