وكتابنا هذا من ظاهر حمص المحروسة، وقد ضرب دهليز النصر، والعدو قد ولا (?) يجرّ أذيال الهزيمة. فليأخذ حظّه من هذه البشرى العظيمة، ويشيعها إشاعة تعدوا (?) أحاديثها السارّة مبشرة مقيمة، إنشاء الله تعالى».
فلما قرى هدا الكتاب فرحوا (?) الناس فرحا عظيما. وعاد كل من حضر من الهاربين يرسموا (?) عليه ويعيدوه الى حمص. وزينت دمشق زينه عظيمه. ودخل السلطان اليها يوم الجمعه ثانى عشرين رجب المبارك، وكان يوما مشهودا. وقدّامه اثنا عشر (?) عجله كانت مع التتار، على كل عجله اربع زيارات، كل زيار فيه ثلث شروخ (?) وخمس طبول صحاح وثلثه مقطعه. ثم قدمت التتار الماسورون اولا فاولا الى حين عودة الايدمرى بجملة الاسارا (?) ورؤس المقتّلين على اسنّه الرماح.
ولما رحل السلطان من حمص ودعه الامير شمس الدين سنقر الاشقر، ورجع الى صهيون. حكى لى من اثق بقوله ان السلطان، لما رحل من [حمص طالبا] (?) دمشق، كان سنقر الاشقر راكبا الى جانبه، وهو يقصد الدستور من السلطان فى عودته، فتغافل عنه السلطان، وطاوله فى الحديث. فقال سنقر الاشقر للسلطان:
«انظر، يا خوند، الى هدا الطراز الاخضر»، واشار الى ناحيه صهيون وما يحاديها (?) على ان السلطان يقول «باسم الله». فلم يقل شى (?)، فقال له الحلبى (221) بالتركى:
«يا مير شمس الدين، ما يحسن هدا الطراز الاخضر الا ادا كان حافر فرسك عليه».
فكأنه لغز له بالرجوع، وكان قصد السلطان غير دلك. فلما سمع سنقر الاشقر دلك، مسك راس فرسه وقال للسلطان: «غزاة مباركة عليك، يا خوند»، ورجع فى مماليكه وحفدته، والسلطان ينظر اليه.