ثم تهييوا للملتقا (?). وكان مقدم جيوش التتار منكوتمر ابن هلاوون، اخو ابغا، فى مايه الف عنان. فلما كان يوم الخميس رابع عشر شهر رجب الفرد من هذه السنه التقا (?) الجمعان، فكسرت ميمنه التتار ميسره الاسلام، وكان فيها سنقر الاشقر والحلبى وابطال المسلمين. وكسرت ميمنه المسلمين ميسره الكافرين. وكان سبب كسره ميسرتهم ان الامير عيسى بن مهنا وعربه نهبوا اثقال التتار من خلفهم، فرجعوا اليهم. فركبوا (?) المسلمون رقابهم واقفيتهم، وشالوهم شيلا بين ايديهم. وامّا السلطان فانه امر بلف السناجق فى دلك اليوم على رماحها حتى لا يعلم بمكانه، وبقى قايم (?) وحده فى نفر يسير مقدار ثلثمايه فارس.
حدثنى (?) والدى-سقى الله عهده-قال: لما كسرت ميمنتنا ميسرة التتار، نظرت الى من بقى مع السلطان تحت السناجق، فلم يكونوا يلحقوا (?) عده ثلثمايه فارس.
وكنت فى ألف السلطان، وكان مقدمنا يوميد علم الدين زريق الرومى، فلم يبرح مع السلطان وانا معه.
ثم ان منكوتمر لما راى كسره ميسرته نزل عن فرسه، (217) ونظر من تحت حوافر الخيول، فراى الاثقال والدواب قد سدت الارض، فظنّ ان دلك كله مقاتله. وارمى الله الرعب فى قلبه، فركب فرسه، وولا (?) هاربا، فتقنطر به الجواد، فنزلوا (?) حوله كبار المغل واخدوه بينهم. فلما راوهم المسلمين قد ترجلوا، حملوا عليهم حمله رجل واحد. فكان النصر فى تلك الحمله.