الحكيمى. فلما وصلا الى الملك السعيد، خلع عليهما وانعم على كل واحد منهما بخمسه الاف درهم، على ان دلك بشاره بعود السلطان الى مصر وهو طيب سالم.

فلما كان صبيحه يوم السبت ركبوا (?) الامرا على عادتهم بسوق الخيل، ولم يظهروا شئ (?) من الحزن. ثم ان الامير بدر الدين الخزندار اخد العساكر المصريه، وتوجه الى الديار المصريه-فى مستهل شهر صفر-على عادتهم مع السلطان. واخرجوا محفه على انه فيها مريض، وجعلوا فيها مملوكا، والفراريج والاشربه يدخلوا (?) بها الى المحفه، ودلك المملوك ياكل ما يعبر اليه، والحكما ملازمين (?) المحفه الى ان وصلوا الى القاهره المحروسه.

ودخل الامير بدر الدين الخزندار تحت السناجق، وطلع الى القلعه. وجلس الملك السعيد بالايوان، ثم اظهروا بعد دلك موت السلطان الملك الظاهر رحمه الله تعالى. وجددت الأيمان للملك السعيد، والامير بدر الدين الخزندار متولى دلك جميعه. ثم بعد دلك دخل الى الستاره الى خدمه ام الملك السعيد ليعزيها بالسلطان الملك الظاهر، ويهنيها بالسلطان الملك السعيد. قشكرت له دلك شكرا كثيرا، واخرجت له هنّاب سكر وليمون، وحلفت عليه ان يشرب (188) بعد ان اوهمته انها شربت منه. فشرب جرعتين لا غير، وفى الثالثه من كثره ما ألحّوا عليه تخيّل ودفعه من يده، وكانت القاضيه فيه. ثم عاد (16) الى داره، فتوعك بدنه، وحصل له تقطيع المعاء، وادعى انه قولنج. وكان حكيمه عماد الدين بن النابلسى، فسيّر اليه الف دينار (17)، وقالوا له: «تساعدنا (18) على هلاكه، وتكون لك عندنا اليد البيضاء، ولا تعرفه انه مسقى». فاخد الدهب، وتغافل عنه، ووصف له ما يقوى ويحرك فعل السقيه، فمات الى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015