لما كان يوم الجمعه بعد الصلاه ثامن وعشرين شوال (?) خرج السلطان من مدينه دمشق، فنزل على القرين. ونصبت المناجنيق، ولم تتمكن المسلمون عليها من الزحف، ولا من نصب المناجنيق لكثره اوعارها. ولم يكن بها غير رجال مقاتله من غير نساء ولا اطفال فقاتلوا اشد قتال.
(145) ووصل رسول صاحب جزيره قبرس الى السلطان، وصحبته رسول صاحب طرابلس، بعد ما دخل الى اهل القرين ورغبهم فى الصلح. وكان اهل عكا -لما نزل السلطان على حصن الاكراد-قد سيّروا الى صاحب قبرس يطلبوا (?) منه النجده فاخرج اليهم عده مراكب، فهاج عليهم البحر فكسر منها ستين مركب (?). فلما وصل عكا من تبقى منهم، حفروا (?) اهلها خندقا خوفا من السلطان. ثم ان رسول صاحب طرابلس قال للسلطان: «البرنس غلام السلطان، وهو يشفع عندك فى هدا الحصن، ويسالك ان ترحل عنه». فقال السلطان: «كلامه عندى مقبول، ولو جانى رسوله قبل نزولى عليه ما خالفته، وقد نزلت عليه ولا يمكنى (?) الرحيل عنه». فقال رسول صاحب قبرس: «صاحبى سيرنى لانظر الى السلطان هل رحل ام لا، فانه بلغه ان العساكر تقدمت الى مصر». فقال السلطان: «رحلت من عساكرى الاثقال والضعفا»، ثم قال: «فهل لصاحبك عندنا من حاجه فتقضى، فانه عندنا ضيف».