خلق كثير من جند قنّسرين. فلما صار بمهرويه (?)، وهى على قريب فرسخين من انطاكيه، لقيه جمع العدو فكسرهم وألجأهم الى المدينه، وخلصوهم (?) من جميع ابوابها، وكان دلك على باب فارس. فيقال انهم صالحوه على اداء الجزيه بعضهم وبعضهم اجلوا؛ فجعل على كل محتلم دينار (?) وجريبا فى السنه. وكان الرشيد [العباسى] (?) سما ثغور الشام العواصم، وهى انطاكيه وطرسوس وغيرهما.

ثم استقرت انطاكيه فى ايدى بنى حمدان. فلما مات سيف الدوله بن حمدان اتفق اهلها على انهم لا يمكنون احدا من الحمدانيه يدخلها. ثم انهم قتلوا شخصا يسمى بعلّوش الكردى، فانه كان قد ورد من خراسان فى خمسه آلاف نفر للغزاه. وكان بانطاكيه رجل يعرف بالرعيلى (?) (120) قد جمع خلقا كثيرا، فدخل يوما يسلّم على علّوش (?) الكردى، ومسك يده ليقبّلها، وقفز عليه فقتله. واستولى على انطاكيه هو وجماعه.

وكان فى بغراس نايب للروم اسمه ميخاييل، ونايب للمسلمين. فعجز المسلمين (?) عن حفضها (?) لاتّساعها، فملكوها الروم فى يوم الخميس لثلاث عشر ليله خلت من دى الحجه سنه ثمان وخمسين وثلثمايه. وفتحوا باب البحر، وخرجوا منه ليلا، وأسر الروم من كان بها من المسلمين. فقويت الروم بفتحها، وتوجهوا الى حلب، فصالحهم اهلها على مال يحملونه اليهم فى كل سنه، وهو عشره قناطير دهب، ومن كل مسلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015