لمّا كان يوم السبت ثانى جمادى الاولى (?) ورد على السلطان الملك الظاهر رسل بضيافه من صاحب يافا وتقادم، فمسكهم السلطان واعتقلهم. ثم امر العساكر باللبس (?) ليلا، وركب وسار فاصبح عليها. فهربت الفرنج منها الى القلعه، وكانت على نشز عالى (?) مرتفع البناء، فدخل العسكر الى الربظ والمدينه، فملكوها بعد ما طلبوا الامان، فامنهم وعوضهم عنما (?) نهب لهم اربعين الف درهم. وخرجوا، فركبوا المراكب، وطلبو عكا. ثم ملك القلعه وهدمها وكدلك المدينه. وكانت من بناية ريدا فرنس لما نزل الساحل بعد كسرته وخلاصه من الاسر فى سنه ثمان واربعين وستمايه.
قلت: وهده يافا كان فتحها عمرو بن العاص-رضى الله عنه-فى خلافه الامام ابى بكر-رضى الله عنه-، ويقال بل فتحها معويه (?) -رضى الله عنه، دكر دلك البلادرى.
وقال عز الدين ابن (?) عساكر-رحمه الله-فى تاريخه: ان الملك طنكلى ابن اخت صاحب انطاكيه بناها فى سنه ثلث وتسعين واربع مايه. ونزل عليها السلطان صلاح الدين (112) فى سنه ثمان وثمانين وخمس مايه. فخرج اليه البترك وجماعه من كبارها، وسالوه ان يتسلمها بالأمان، ويكونون (?) اسراه، ويقيدون اسيرا باسير، وكبيرا بكبير، وصغير (?) بصغير، وتقرر دلك بينهم. ثم انهم سوّفوا الحال حتى وصل اليهم