فلما قرب من حلب ورآها خراب (?) بكا اشد من الاولى، وانشد <من البسيط>:
ناشدتك الله يا هطّالة السحبى … أن لا حملت تحياتى الى حلب
لا عذر للشوق أن يمشى على قدر … ماذا عسى يبلغ المشتاق فى الكتبى
(51) احبابنا لو درى قلبى بانكم … تدرون ما أنا فيه لذّلى تعبى
لكنّ أصعب ما ألقاه (?) … من ألم
أنّى أموت ولا تدرى الأحبّة بى
ولما تعدا (?) حلب، وصارت على شماله، أنّ وتنهّت، وجرت دموعه، وقال <من الطويل>:
سقا (?) … الله اكناف الشآم ومعهدا
به العهد باق لا يزال مواظبا
ولا برحت أرض العواصم عصمة … من السوء تسقا (?) دايم الافق دايبا
ايا ساكن الشهباء لا زال حبّكم … يخالط منى اعظمى والترايبا
وحزنى عليكم لا يزال مجدّدا … وشوقى اليكم لا يزال مغالبا
أروم لقاكم والقضاء يعيقنى … فلو جاد سيّرت السحاب ركايبا
وعفّرت خدّى فى الثرا (?) … فرحا بكم
وقلت لقلبى: قد بلغت المآربا
ولما سار عنها، وبعدت عنه، انشد القصيده المشهوره له التى اولها <من الطويل>:
يعزّ علينا أن نرى ربعكم يبلا (?) … وكانت به آيات حسنكم تتلا
لقد مرّ لى فيها افانين لذه … ترى هل لأوقاتى بها عودة أم لا