جماعه. واختفوا، ولزموا بيوتم، وجرا (?) عليهم امور اشتفى (46) بها صدور المسلمين.
ثم نهبوا بعض اليهود، ثم كفوا عنهم، فانهم لم يجرا (?) منهم فى حقّ الاسلام شئ يكرهونه.
وفى اول هده السنه كان اخد حلب وهروب الناصر حسبما تقدم من الكلام.
حكى الصارم ازبك، مملوك الاشرف صاحب حمص (?)، قال: كان سبب اجتماعى بهلاوون انى تزاييت بزى التتار، ولبست لبسهم. وكان لهم صاريا معروفا (?) به صندوق، وعنده رجلان موكلان به من جهه هلاوون، وكان كل من له ظلامه يكتب قصه ويحضرها الى دلك الامين، فيضعها فى الصندوق الى يوم الجمعه يجلس هلاوون، وتعرض عليه القصص، ويكشف ظلامات الناس. قال الصارم: فكتبت قصه، وانا اقول: «المملوك ازبك مملوك الملك الاشرف صاحب حمص يقبّل الارض، وينهى ويسال الحضور بين يدى القان». قال: فطلبنى. فلما حضرت بين يديه، رايت ملكا جليلا وهيبه عظيمه. وصفته انه قصير القامه، ليس له عنق يظهر، وراسه كدماغ البغل على كتفيه، وجفون عينيه على روس (13) خديه، كأن وجهه ترس النار تشعل من عينيه. فلما مثلت بين يديه اوقفنى من اربع (14) حجاب. وقال: «انت مملوك الاشرف صاحب حمص، بهادر المسلمين؟» قلت: «نعم». ثم كلمنى، فوجدنى فصيحا، قوى الجنان، فقربنى وكلمنى، وحدثنى من جانب واحد. ثم قال: «تشرب الخمر؟» قلت: «نعم». فامر لى بهناب مملوا (17) خمرا. فتناولته، وقبلت الارض، ورقصت،