وخلق الشجر يوم الأربعاء والماء والمدائن فهذه أربعة وخلق يوم الخميس السماء ويوم الجمعة النجوم والشمس والقمر والملائكة وخلق آدم فى آخره وأسكنه الجنّة ثم أخرجه منها، قالت اليهود: ثم ماذا؟ وذكر الحديث أنّه قال: خلق الله يوما واحدا وسمّاه الأحد ثم ذكر بقيّة الأيّام، وحكاه الثعلبى أيضا، وكذا هو فى التوراة، ولهذا قالوا: استراح يوم السبت، وبه قالت النصارى لأنّ عيسى عليه السلام رفع فيه إلى السماء.
والثالث: يوم الاثنين قاله محمد بن إسحاق، والقول الأوّل أصحّ لوجهين:
أحدهما لأجل الحديث الصحيح الذى رواه أبو هريرة وأنّ النبىّ صلى الله عليه وسلم نصّ عليه، وقد قال أبو هريرة: أخذ رسول الله بيدى.
والثانى لأنّ فيه مخالفة لليهود لأنّهم أبطلوا الخلق يوم السبت وقالوا:
استراح، ومخالفة النصارى أيضا.
واختلفوا فى خلق السموات والأرض أيّهما أسبق على قولين:
أحدهما: الأرض، قاله ابن عبّاس. والثانى: السموات، قاله مجاهد، وسنذكر من ذلك بيانا.
واختلفوا فى خلق لليل والنهار أيضا على قولين: (?) أحدهما: النهار خلق أوّلا، قاله عكرمة ومجاهد لأنّه ضياء والنور مقدّم على الظلمة. والثانى: لليل، وقد قال ابن عبّاس وعامّة العلماء (?) لقوله تعالى: {وَلا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ»} (?). وقوله: {وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ»} (?). فدلّ على أنّ الليل مقدّم عليه ولأنّ الظلمة أصل والضياء عارض وهو من إشراق نور الشمس فلا يكون أصلا، وقد نصّ عليه ابن عبّاس فقال: أرأيتم حين كانت السموات والأرض رتقا هل كان بينهما إلاّ ظلمة.