{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} ربّ اختم بخير
الحمد لله الذى أنشأ الجنين فى الأحشاء، ثم أبرزه فدبره، إلى أن ترعرع ومشى، ودبّ ونشا. يفعل فى ملكه ما يريد، ويحكم فى خلقه ما يشاء، {قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ، وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ، وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ، بِيَدِكَ الْخَيْرُ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»}.
وصلى الله على سيدنا محمد الذى نسخت ملته سائر الملل، ورسخت هيبته فى قلوب تلك الملوك الأول، من الأكاسرة والقياصرة، أرباب الدول والحول. لم يزل صلى الله عليه منصورا بالرعب والرهب، حتى بلغ الإيمان أقصى نهاية الأرب، وأصبحت نواصى ملوك الكفر من العجم بأيدى سادات الإسلام من العرب.
صلى الله عليه وعلى آله، الذين ما خاب من توسل بهم، وأضحى بجنابهم مستجيرا، وأنزل فى حقهم {إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»} وعلى أصحابه خلفاء الدنيا، سادات الآخرة الذين أنزل فى حقهم {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ، إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ»}.
وبعد، فإن هذا الجزء السابع، المشنف المسامع، بدرره اللوامع، المسمى «بالدر المطلوب فى أخبار ملوك بنى أيوب»، السادة الأعلام، وقادة الإسلام، ملوك مصر والشرق والشام، الذين شفوا صدور أهل الإيمان، من عبدة الأوثان