له القصيدة الفريدة النونيّه التى لم يعمل فى باب الرثاء مثلها وسبق وعدنا بإثباتها:
بنتم وبنّا فما ابتلّت جوانحنا … شوقا إليكم ولا جفّت مآقينا
نكاد حين تناجيكم ضمائرنا … يقضى علينا الأسى لولا تأسّينا
حالت لفقدكم أيامنا فغدت … سودا وكانت بكم بيضا ليالينا
إذ جانب العيش طلق من تألّفنا … ومورد الأنس صاف من تصافينا
وإذ هصرنا غصون الوصل دانية … قطوفها فجنيناها كما شينا
ليسق عهدكم عهد السرور فما … كنتم لأرواحنا إلاّ رياحينا
من مبلغ الملبسينا بانتراحهم … حزنا مع الدّهر لا يبلى ويبلينا
إنّ الزمان الذى ما زال يضحكنا … أنسا بقربهم قد عاد يبكينا
غيظ العدى من تساقينا الهوى فدعوا … بأن نغصّ فقال الدهر: آمينا
فانحلّ ما كان معقودا بأنفسنا … وانبتّ ما كان موصولا بأيدينا
وقد نكون ولا يخشى تفرّقنا … فاليوم نحن، ولا يرجى تلاقينا