وأمّا النون فقد اختلفوا فيه فقال قوم: هو الدواة وهو اختيار الحسن وقتادة والضحاك، ورواية الثمالى عن ابن عبّاس واحتجّوا بقول الشاعر (من الوافر):

إذا ما الشوق مرّح بى إليهم … ألفت النون بالدمع السخوم

و<قال> عامّة المفسّرين إنّ النون الحوت الذى يحمل الأرض حسبما نذكره إن شاء الله تعالى.

الثانى: إن أوّل ما خلق الله الماء، (?) رواه الضحاك عن ابن عبّاس واحتجّ بقوله تعالى: {وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ»} (?) قال: خلق الله جوهرا فصيّره ماء.

الثالث: النور والظلمة، قال محمد بن إسحاق قال: ثم خيّر بينهما فجعل الظلمة ليلا والنهار مضيئا.

الرابع: العرش والكرسى، قاله وهب بن منبّه.

الخامس: اللوح، قاله مقاتل.

السادس: نقطة فصيّرها ألفا فبدأ بها (24) المخلوقات، والقول الأوّل أصحّ.

وأمّا اللوح المحفوظ، (?) روى مجاهد عن ابن عبّاس قال: اللوح من درّة بيضاء وطوله مثل ما بين السماء والأرض وعرضه ما بين الشرق والمغرب وحافّتاه من الدرّ والياقوت وقلمه نور وهو متّصل بالعرش ثم قرأ ابن عبّاس: {فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ»} (?)، الآية، وقد ذكر الثعلبى معناه، وروى أيضا عن أنس أنّ اللوح المحفوظ فى جبهة إسرافيل، وقال مقاتل: هو يمين العرش، وسنذكره.